مما لا شك فيه أن المسكن المناسب المريح هو أحد أهم طموحات كل إنسان في الدنيا رجلاً كان أم امرأة. ونظرا لتكلفته العالية ولخياراته المتعددة، فقد لا يستطيع المرء أن يمرّ بتجربة بناء منزل العمر أكثر من مرة واحدة في حياته.
وللأسف، فإن هذه التجربة كانت مريرة عند الكثيرين ممن خاضوا تجربة بناء منازلهم بأنفسهم، وكانت النتائج النهائية مخيبة للآمال ولم تعكس الطموحات المرجوة عند بداية هذا المشوار.
نحاول في هذه المقالات أن نجمع زبدة الخبرة في بناء المنازل من تجارب فريق كبير من المهندسين المتميزين في مكتمل الذين خاضوا في هذا المجال لمدد طويلة من الزمن، وتجارب زملاء آخرين لنا تناثرت كلماتهم وخبراتهم بين مئات الكتب والمقالات والمدونات وصفحات الانترنت، فنختار منها ما نجده صحيحًا وندع ما نراه غير ذلك.
وسنركز في هذه المقالات على الجوانب التي تحول تجربة البناء الذاتي من تجربة قاسية ومكلفة، إلى تجربة فريدة وممتعة وواضحة بكل تفاصيلها، وذلك بالتركيز على المحاور الرئيسية التالية:
يعد السكن الجزء الأعلى تكلفة في متطلبات الحياة الأساسية لدى جميع الناس، وقد يترتب جراءه على الأسرة ديون وقروض تنهك كاهلها لسنوات وسنوات.
لذلك، فكل ريال يدفع في هذا المسكن يجب أن يكون في مكانه المناسب وقيمته العادلة ويعكس قيمته على الناتج النهائي ويختزن فيه.
وعليه فإننا سنعمل في هذه المقالات على:
في دراسة أجريناها على عدد كبير من المنازل السكنية في المملكة العربية السعودية، وجدنا أن الكثير منها لا يتناسب مع متطلبات الأسر التي تقطنها، والنتيجة الصادمة كانت أن أكثر من 70% من هذه الأسر كانوا غير راضين تماما عن التفاصيل الداخلية لمساكنهم، رغم أن معظمهم هو من بناها بنفسه.
فكثير من المساحات إما باتت تشكل فائضا لا يستفاد منه، ويبقى مغلقا لشهور، أو قد تضطرهم الحاجة إلى تبديل استخدامه، أو أن تكون عناصر المسكن لا تعطي أريحية مناسبة للعيش فيها والتنقل داخلها.
فتوازن تخطيط المسكن والأريحية في استعماله واستعمال مكوناته يشكل الهدف الثاني الأعلى أهمية بعد التكلفة لأي أسرة.
ولذلك ستجد بين المقالات كمية كبيرة من النصائح في الهندسة التصميمية للبناء والطرق الأمثل للاستفادة الكاملة من جميع المساحات والعناصر بعقلانية وواقعية، وبعيدا عن التكلف والشطط.
وهو القسم الأهم في هذه المقالات، والذي يحتاجه الكثير من المقبلين على بناء منازلهم بأنفسهم.
لذلك سنرسم مسار عملية البناء ونمضي معا خطوة بخطوة من ألفها إلى يائها، نقدم خلالها التفاصيل الدقيقة لكل مرحلة من المراحل، مع أحدث ما توصل إليه العلم، بلغة مبسطة بعيدة عن التكلف والمصطلحات العلمية المعقدة.